يقترب العيد، وتقترب البهجةُ معه والأجواء العائلية المليئة بالإشتياق بسبب البُعد الذي تفرضه علينا الحياة للبحث عن المال والانشغال بأمور أخرى من ترتيب العلاقات الاجتماعية التي توفر لنا الفرص العملية الجيدة والسعي للحصول على ترقية مناسبة في مجال العمل، هذا كله يتلاشى عند تلك الليلة الوحيدة التي لا ينام فيها احد ونبقى جميعاً مستيقظين من شدة الحماسة واللهفة الى ما سنُقدِمُ عليه، أصوات تكبيرات العيد والبشر السائرون الى مُصلى العيد وهم يرددون التكبير.. زيارة بيت الجدة صباحا والتجمع على مائدة الإفطار الصباحية الأولى في شهر شوال، ان رؤية عدد تلك الأحذية الكثيرة امام باب المنزل كافي لبث السعادة والإطمئنان ان الجميع بخير.
ان الامر مختلف لهذا العام، ستفتقد تلك اللحظة التي مهما ازداد الرقم في سجل عمرك فلن تَمل او تختفي فرحتها من قلبك، وهي تلك اللحظة التي ترتدي فيها ملابسك الجديدة في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك
تقبيلك لرأس والدتك وهي تبثُ رذاذ العطور على خديك ووالدك الذي يُهندم العقال الملتف حول رأسك، كل تلك التفاصيل التي لم نعتقد يوما انها ستكون سبب حُزن عارم هذا العام بعد ان كانت تبعث بالأمل والسعادة، فلم يُخيل لأحد ان هذه التفاصيل ستكون ذكرى في احد الأعوام ولن نستطيع ان نمارسها كالعادة وذلك بسبب وباء كوفيد 19 المُنتشر حول العالم
لكن هذا لا يعني ان العيد لن يأتي، وان فرحته لهذا العام لن تُبشر الناس الآمل و صِلة الرحم، أوجد الله لكل مشكلة حل وحتى تلك الأوبئة والامراض قد اوجد الله لها حلول فسيزول هذا البلاء بإذنه ورحمته، وسنساعدكم نحن وبعض الطرق الرقمية التي من خلالها سنخبركم بالطرق والأساليب التي تجعل للعيد بهجة واحساس جميل وتقرب صلة الرحم أيضا
1- لا تقصر في حق نفسك وتجمّل وكأنها ليلة الافراج من الحجر وستخرج الى كل مكان، ثم تواصل مع اهلك واصحابك عبر التطبيقات الهاتفية المصورة والتي تخفف من حدة الشوق وننصح بإستخدام هذه التطبيقات
2- ان كان في منزلك أطفال فهم بالتأكيد بحاجة الى بعض المرح، إصنع لهم بعض الألعاب التي يستطيعون هم بنائها بأنفسم لتعلم مهارة جديد، مثل لعبة ” بناء الخيمة ” في المنزل فسيكون الامر ممتع جدا لهم كما كان ممتع لنا في طفولتنا.
3- ان كنت تمتلك فناء منزلي وكنت صاحب حظ جيد وتمتلك بعض الألعاب النارية فإنك قادر على اسعاد الكثير، يمكنك ان تحدد وقت معين انت واصدقائك لإطلاق الألعاب النارية في السماء في بادرة جميلة لإدخال إحساس العيد في نفوس الناس والمتعة أيضا.
ان العيد سعادة وامل يلوّح بيديه من بعيد، نحن من نقرر الفرح به ان القنوط، فلا تجعل الوباء حجّة استسلامك وابتكر السعادة التي تلزمك ومُد بها الى كل من تحب ولا تنسى ان التقلّب سُنة الحياة وهو ما يجعل للحياة قيمة.
عيدكم مبارك وعساكم من عوّاده.