إمتلأت الشوارع، فُتحت المساجد وإكتظت بالمُصلين ونبضت البيوت بعد إنطفأها، عادت الحياة إلى من سكنوا الأرض بعد ان داهمهم البلاء وألزمهم بيوتهم مُغلقين الأبواب في وجه أقرب احبائهم خوفاً عليهم ومنهم،
فارقنا اخوة من جنس البشر في شتى بقاع الأرض بسبب هذا الوباء، وهنالك من حُرم من رائحة والديه بسبب وجوده في العزل حفاظا عليهم، لم تكن هذه الأشهر الماضية هينة ابدا ولن تُنسى احداثها بسهولة فهي قد ساهمت في تطبيق أمر الله عز وجل بإعادة الحياة بعد شبه إنعدامها.
لم يكن لأبطال الصحة حصّة من فرحة العيد مثلنا، لم يلامسوا او يعانقوا أبنائهم وذويهم، كان القلق يملأ صدورهم على الدوام من ذلك العدو الذي يواجهونه يوميًا وقد يتسلل الى داخلهم دون علم فيتسببوا في إنتشاره، إمتلأت حناجرهم بغصّة البكاء والدموع حتى لا يفقدوا قوتهم ويقلقوا الناس، صمدوا دوما وأثبتوا للعالم كله أن السعودية هي كبيرة بأبنائها وشعبها الذي لا يتهاون عن خدمتها حتى في اصعب وأقسى الظروف
كان شعارهم في هذه الحرب ” الله ثم الوطن ” فقد إهتزت قلوب السعودين على رؤية المساجد وهي خالية من المصلين وخصوصا في أقدس الشهور الإسلامية، شهر رمضان الذي تكثر فيه الطاعات والصلوات، فما زادهم الامر إلا قوة وإرادة.. إن جميع الأطباء الذين وقفوا في مواجهة كورونا كانوا جنود الله في هذه الأرض السعوديين والمقيمين أيضا الذين قدموا للبلد التي إحتوتهم في السّراء ما إحتاجت إليه منهم في الضّراء فشكراً لكم يا جنود الله.
لم ينتهي دور ابطال الصحة بعد، سندعوا الله لهم كثيرا ولكن الامر سُصبح الان بين يديك عزيزي القارئ،
إلتزامك بالتباعد الاجتماعي لايزال مطلب مهم للتخلص التام من الفايروس وشرّه فلا تُهمل النقاط الأساسية التي تقيك فرصة الإصابة:
- إرتداء الكمامات عند الاختلاط بالعامة.
- التعقيم المستمر لليدين
- المحافظة على مسافة وقدرها 1 متر بينك وبين الأشخاص
- الإستمرار بإلقاء التحية شفهيًا فقط
- تجنب الخروج إلا للضرورة
وبعد ان مَنّ الله علينا بأن عادت الحياة للبلاد بصورة تدريجية فلابد ان لا ننسى مُسخر الأمور وآمرها، الله سبحانه وتعالى فهو من امر بأن يُرسل الينا هذا الأوبئة لنتفكر ونتدبر في عجز الانسان دون الله، لا ننسى صلاة الشكر لله بعدما أعاد إلينا ما فقدنا
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾. سورة إبراهيم